في خطوة هامة نحو تعزيز صحة المرأة التونسية والحد من وفيات السرطان، أعلن وزير الصحة مصطفى الفرجاني عن انطلاق حملة التلقيح ضد سرطان عنق الرحم يوم 7 أفريل المقبل. ستستهدف الحملة في مرحلتها الأولى تلميذات السنة السادسة أساسي، كما ستتاح الفرصة للفتيات غير المتمدرسات لتلقي اللقاح في مراكز الصحة الأساسية. ويُعدّ هذا الإجراء خطوة استراتيجية تهدف إلى تقليل نسبة الإصابة بهذا المرض القاتل، الذي يعد ثالث سبب رئيسي لوفيات السرطان عند النساء في تونس.
أهمية التلقيح ضد سرطان عنق الرحم
سرطان عنق الرحم من بين الأمراض الأكثر خطورة على صحة النساء، حيث تتسبب فيه العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV). في تونس، يودي هذا المرض بحياة ثلاث نساء أسبوعيًا، مما يجعل الوقاية منه أولوية قصوى. التلقيح ضد هذا الفيروس أثبت فعاليته في الحماية من الإصابة وتقليل معدل الوفيات المرتبطة به.
التلقيح ضمن الرزنامة الوطنية
أكد وزير الصحة أن إدراج هذا التلقيح ضمن الرزنامة الوطنية للتلاقيح يمثل فرصة ذهبية للحد من انتشار المرض. وتعد تونس من بين أكثر من 145 دولة حول العالم، بما في ذلك الدول العربية والإفريقية، التي اعتمدت هذا اللقاح ضمن استراتيجياتها الصحية الوطنية.
مدى أمان وفعالية اللقاح
حرص الوزير على طمأنة الأولياء والمواطنين بشأن سلامة اللقاح، مؤكداً أنه آمن وناجع ولا يسبب أي أعراض جانبية خطيرة. وأشار إلى أن هذا اللقاح خضع لاختبارات علمية دقيقة وأثبت فعاليته في الوقاية من سرطان عنق الرحم بنسبة عالية.
توفير الجرعات وتكلفتها
أوضح الفرجاني أنه سيتم اقتناء 100 ألف جرعة من اللقاح، بسعر 15 دينارًا للجرعة الواحدة. وهو استثمار صحي مهم من شأنه أن يقلل من تكاليف علاج المرض في المستقبل ويخفف من الأعباء الصحية والاقتصادية المترتبة عليه.
دعوة الأولياء إلى الإقبال على التلقيح
وجّه الوزير نداءً إلى الأولياء بضرورة التجاوب مع هذه الحملة وعدم الانسياق وراء المعلومات المضللة التي تُروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي. مشددًا على أهمية اتخاذ القرار الصحيح لحماية بناتهم من هذا المرض القاتل وضمان مستقبل صحي آمن لهن.
خاتمة
يمثل إطلاق حملة التلقيح ضد سرطان عنق الرحم في تونس خطوة إيجابية نحو تعزيز الصحة العامة والوقاية من أحد أخطر أنواع السرطان التي تصيب النساء. ومن خلال التعاون بين الحكومة والمجتمع، يمكن تحقيق نجاح كبير في تقليل حالات الإصابة وحماية الأجيال القادمة من هذا المرض القاتل.