عادت مؤخرًا التساؤلات والتكهنات لتطفو على سطح الساحة الكروية بشأن مستقبل المدرب التونسي المخضرم فوزي البنزرتي، أحد أكثر الأسماء جدلًا وتأثيرًا في الكرة المغاربية. ووسط صمت طويل، خرج البنزرتي في أكثر من مناسبة بتصريحات مقتضبة تؤكد أنه تلقّى عروضًا حقيقية من نادٍ مشارك في كأس العالم للأندية، دون كشف المزيد. هذا الغموض غذّى حماسة المتابعين الذين بدأوا يربطون اسمه بعدة أندية مرشحة لخوض غمار النسخة القادمة من هذه المسابقة العالمية.
✦ كأس العالم للأندية: نسخة موسعة بمشاركة تاريخية
وتجدر الإشارة إلى أن النسخة القادمة من كأس العالم للأندية، والمقرّر تنظيمها في الولايات المتحدة صيف 2025، ستكون مختلفة تمامًا عن سابقاتها. إذ قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" توسيع المسابقة لتضم 32 ناديًا لأول مرة في التاريخ، على غرار نظام كأس العالم للمنتخبات. وسيتم تقسيم الفرق إلى 8 مجموعات، يتأهل منها المتصدر والوصيف إلى الدور ثمن النهائي.
المسابقة ستكون استثنائية بكل المقاييس، خاصة في ظلّ مشاركة أكبر الأندية من مختلف القارات، وهو ما يفتح المجال أمام مدربين ذوي خبرة لقيادة فرقهم في هذا المحفل العالمي.
✦ قائمة الفرق المشاركة
حتى الآن، تم تحديد أسماء عدد كبير من الأندية المتأهلة إلى مونديال الأندية، منها:
-
ريال مدريد الإسباني
-
مانشستر سيتي الإنجليزي
-
تشيلسي الإنجليزي
-
بايرن ميونيخ الألماني
-
باريس سان جيرمان الفرنسي
-
إنتر ميلان الإيطالي
-
فلامينغو البرازيلي
-
بالميراس البرازيلي
-
الأهلي المصري
-
الوداد البيضاوي المغربي
-
الهلال السعودي
-
أوراوا ريدز الياباني
-
ليون سيتي السنغافوري
-
وغيرها من الفرق التي تأهلت وفق الترتيب القاري.
✦ وجهة فوزي البنزرتي: الوداد البيضاوي
بعد سلسلة من التلميحات، تأكدت اليوم المعطيات حول وجهة فوزي البنزرتي المقبلة. فقد تم الاتفاق رسميًا على أن يقود المدرب التونسي فريق الوداد الرياضي المغربي في بطولة كأس العالم للأندية 2025.
هذا الاتفاق يأتي في وقت مهمّ بالنسبة للوداد، الذي يبحث عن إعادة بناء مشروعه الفني والظهور بصورة مشرّفة في البطولة العالمية، مستفيدًا من الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها البنزرتي، والذي سبق أن خاض تجارب مشابهة على الصعيد القاري والعالمي، أبرزها قيادته للترجي الرياضي التونسي في كأس العالم للأندية سنة 2011.
✦ نهاية مغامرة وبداية تحدٍّ
التحاق البنزرتي بالوداد لن يكون فوريًا، حيث سيلتحق بالنادي المغربي مباشرة بعد نهاية مغامرته الحالية مع الاتحاد المنستيري، الذي بلغ معه نصف نهائي كأس تونس ويستعد لمواجهة قوية أمام الملعب التونسي على أرضية ملعب مصطفى بن جنات.
ويُذكر أن البنزرتي عاد لتدريب الاتحاد المنستيري في فترة حرجة من الموسم، ونجح في إعادة التوازن للفريق وقيادته إلى المربع الذهبي، ليؤكد من جديد قدرته على صناعة الفارق حتى في الظروف المعقدة.
✦ عودة إلى الأضواء
بالتحاقه بالوداد، يعود فوزي البنزرتي إلى الواجهة العالمية من الباب الكبير، في مسابقة يتابعها الملايين حول العالم، وسيكون مطالبًا بإعادة هيبة الفريق المغربي قارّيًا ودوليًا. الوداد سيعتمد على خبرته الطويلة، خصوصًا وأنه يعرف جيدًا أجواء الكرة المغربية، فقد سبق له الإشراف على الفريق في مناسبات سابقة.
البنزرتي سيجد نفسه أمام تحدٍّ جديد يتطلب تحضيرًا استثنائيًا، سواء من حيث الإعداد البدني والفني، أو من حيث عقلية اللاعبين الذين سيواجهون عمالقة أندية أوروبا وأمريكا الجنوبية.
✦ تساؤلات حول التشكيلة والتعاقدات
من المنتظر أن يعقد الوداد جلسات مطوّلة مع البنزرتي من أجل التخطيط للفترة القادمة، بما في ذلك تحديد اللاعبين الذين سيتم الاحتفاظ بهم، وأسماء جديدة يمكن استقدامها لخوض المسابقة. بعض المصادر تشير إلى أن البنزرتي قد يطلب انتدابات تونسية أو مغاربية، خاصة من العناصر التي يعرفها جيدًا، لضمان التجانس وسرعة التأقلم.
بهذا، يكتب فوزي البنزرتي فصلاً جديدًا في مسيرته الطويلة والحافلة، ويعود إلى العالمية بعد سنوات من العمل على الصعيدين المحلي والقاري. فهل ينجح في قيادة الوداد لتحقيق إنجاز تاريخي في كأس العالم للأندية؟ هذا ما ستكشفه الأشهر القادمة.