تفاصيل مثيرة حول سقوط نيزك في قبلي

 



في صباح يوم الثلاثاء 21 ماي 2025، تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مثير يُظهر لحظة سقوط جسم مشتعل في السماء، قيل إنه نيزك اخترق الغلاف الجوي فوق مناطق من جنوب تونس. الفيديو، الذي التقطه أحد المواطنين من ولاية قبلي، أثار اهتمام المتابعين والباحثين على حدّ سواء، وسط تساؤلات حول حقيقته ومصدره.

وللتحقّق من الواقعة، تدخّل هشام بن يحيى، أستاذ التأطير العلمي بمدينة العلوم بتونس، مؤكّداً صحّة الفيديو وأنّه غير مفبرك. وأوضح أنّ ما تمّ تصويره يوثّق بالفعل لحظة مرور نيزك عبر سماء الجنوب التونسي، حيث شوهد في كلّ من قابس ومدينة قبلي القديمة، قبل أن يختفي في الأفق، مرجّحاً أن يكون قد سقط فعلياً داخل الأراضي الجزائرية.

وأشار بن يحيى إلى أنّ هذا النوع من الظواهر يُعدّ نادراً، وهو من الظواهر الفلكية التي تثير اهتمام الباحثين وعلماء الفلك، خاصةً حين يتم توثيقها بشكل دقيق. وأكّد أن فريقاً من مدينة العلوم يعمل حالياً على محاولة تحديد الموقع الدقيق لسقوط النيزك، من خلال تحليل الفيديو والتواصل مع المواطن الذي صوّره.

وعن طبيعة النيازك، أوضح بن يحيى أنّ النيزك هو جسم كروي صخري يدخل الغلاف الجوي بسرعة كبيرة، تتراوح عادة بين 200 و300 كيلومتر في الساعة، ما يسبب احتكاكاً شديداً يؤدي إلى توهجه ويُكسبه مظهراً شبيهاً بكرة من النار. وأضاف أنّ الظاهرة رغم كونها نادرة، إلا أنها طبيعية وتحدث من حين إلى آخر في مناطق مختلفة من العالم.

وفي سياق حديثه عن النيازك التي سبق أن سقطت في تونس، ذكّر هشام بن يحيى بـ"نيزك تطاوين" الشهير، وهو نيزك من أصل مريخي يُعتبر من أندر أنواع النيازك التي تصل إلى الأرض. وقد سقط هذا النيزك قبل فترة الاستعمار الفرنسي، وتم نهبه لاحقاً ونقله إلى أحد المتاحف أو المعارض في العاصمة الفرنسية باريس.

واعتبر بن يحيى أنّ "نيزك تطاوين" يُعدّ ثروة وطنية وعلمية، لما له من قيمة كبيرة في مجال دراسة الكواكب وتكوين النظام الشمسي، داعياً السلطات التونسية إلى بذل الجهود اللازمة لاسترجاعه، لما يمثّله من أهمية تاريخية وعلمية كبرى.

من جهتها، تواصل مدينة العلوم متابعة تطورات هذا الحدث، وتعمل على التنسيق مع خبراء في المجال لتحديد طبيعة ومكان سقوط النيزك بدقة، في انتظار نتائج التحاليل والمعاينات التي قد تساهم في تقديم معلومات علمية دقيقة حول هذا الجسم الفضائي النادر.

Tags: