أكدت الإذاعة التونسية، نقلًا عن مراسلها، أن الحركة على المعابر الحدودية بين تونس وليبيا قد عادت إلى نسقها الطبيعي صباح اليوم الثلاثاء، بعد ساعات من التوتر والغلق المؤقت، نتيجة الاشتباكات المسلحة التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس مساء أمس.
ووفق ذات المصدر، فإن معبري رأس جدير والذهيبة، اللذين تم غلقهما بشكل مؤقت بسبب الأحداث الأمنية، قد أعيد فتحهما من الجانب الليبي على الساعة الحادية عشرة صباحًا، لتُستأنف حركة العبور بصفة عادية في كلا الاتجاهين، سواء في الدخول إلى التراب التونسي أو في الخروج منه.
وأضافت الإذاعة أن حركة المسافرين باتجاه تونس بدت أكثر كثافة من المعتاد، وهو ما يُعزى إلى حالة القلق التي خلفتها الاشتباكات الدامية التي اندلعت في منطقة صلاح الدين جنوب العاصمة الليبية، والتي استُخدمت فيها أسلحة ثقيلة، بين عناصر من اللواء 444 وقوات جهاز الدعم والاستقرار.
وقد أسفرت هذه المواجهات عن مقتل آمر جهاز الدعم والاستقرار عبد الغني الككلي، المعروف بلقب "غنيوة"، ما زاد في توتير الأجواء الأمنية في المدينة، ودفع بعدد من العائلات إلى التفكير في مغادرة البلاد مؤقتًا عبر المعابر الحدودية مع تونس.
وفي أول تعليق له على الأحداث، اعتبر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أن ما حصل في طرابلس يمثل "خطوة حاسمة نحو إنهاء وجود المجموعات غير النظامية"، في إشارة إلى الميليشيات المسلحة التي تُسيطر على مناطق مختلفة من العاصمة.
وتُشير المعطيات الميدانية إلى أن الوضع لا يزال هشًا، رغم استعادة المعابر نشاطها العادي، وسط دعوات للتهدئة وتغليب منطق الحوار للحفاظ على استقرار البلاد وتجنّب انزلاق جديد نحو العنف.