في خطوة مفاجئة قد تُعيد خلط الأوراق داخل كواليس كرة القدم التونسية، أعلنت الهيئة المديرة للمستقبل الرياضي بالقصرين، اليوم الإثنين 19 ماي 2025، عن تقدّمها بشكاية جزائية إلى القطب القضائي المالي ضد كل من سيكشف عنه البحث، وذلك بخصوص ما وصفته بـ"التحويل خفي الاسم" الذي تمّ لفائدة الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة واستُعمل في إثارة رياضية أثّرت بشكل مباشر على حظوظ الفريق في سباق الصعود.
✦ تحويل مالي "مجهول" لفائدة الرابطة... دون مصدر معروف
وأوضحت هيئة المستقبل القصريني، عبر بلاغ رسمي نشرته على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن موضوع الشكاية يتعلق بشبهة مخالفة منشور لجنة التحاليل المالية، إلى جانب خرق قانون مكافحة تبييض الأموال، في ما يتعلّق بتحويل مالي مجهول المصدر تم استغلاله في ملف إثارة ضد الفريق، دون أن يتم توضيح الجهة التي أودعت المبلغ أو الغرض الحقيقي من التحويل.
✦ تأكيد على التوجّه إلى "التاس"
الهيئة شدّدت في بلاغها أنها بصدد انتظار ملخص قرار لجنة الاستئناف في ملف الإثارة المرفوعة ضد أولمبيك سيدي بوزيد، والتي تم رفضها رسميًا، وذلك قصد رفع القضية إلى المحكمة الرياضية الدولية (التاس)، وهو ما يفتح الباب أمام نزاع قانوني دولي قد يُحرج الهياكل الكروية التونسية.
وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة الوطنية للاستئناف كانت قد أيّدت، نهاية الأسبوع الماضي، قرار الرابطة برفض الإثارة التي تقدم بها مستقبل القصرين ضد أولمبيك سيدي بوزيد، على خلفية "عدم خلاص خطايا مالية في الآجال القانونية"، حيث تم تثبيت نتيجة التعادل السلبي بين الفريقين كما تحققت على أرضية الميدان.
✦ صراع الصعود يشتعل قبل جولة الختام
رياضيًا، يحتل مستقبل القصرين المركز الثاني في المجموعة الثانية من بطولة الرابطة المحترفة الثانية برصيد 28 نقطة، خلف المتصدر شبيبة القيروان (29 نقطة)، وذلك قبل جولة الختام الحاسمة.
وفي الجولة الأخيرة، سيستقبل مستقبل القصرين على ملعبه فريق كوكب عقارب، فيما تواجه شبيبة القيروان فريق محيط قرقنة. وبذلك، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة، في انتظار ما ستؤول إليه نتائج الجولة، لكن الأهم من ذلك أن ملف الإثارة والتحويلات الغامضة قد يُلقي بظلال ثقيلة على مصداقية البطولة، خاصة في حال ثبت وجود خروقات مالية أو تنظيمية.
✦ كرة القدم التونسية على صفيح ساخن
قضية مستقبل القصرين لم تعد فقط رياضية، بل دخلت مربّع الشبهات المالية، وقد تفتح أبوابًا على مساءلات واسعة في حال تبين وجود تحويلات مجهولة أو غير قانونية.
ولعلّ ما يزيد الطين بلّة، هو تزامن هذه التطورات مع مرحلة حرجة من الموسم الرياضي، حيث تحسم ورقات الصعود والنزول، وتُرسم ملامح التوازنات القادمة داخل الرابطة المحترفة.
فهل نكون أمام بداية زلزال رياضي/قضائي؟
وهل ستتحرك الجامعة التونسية لكرة القدم لكشف خلفيات هذا التحويل الغامض؟
أم أن "التاس" ستكون وحدها القادرة على إعادة الأمور إلى نصابها؟
الأكيد أن الأيام القادمة ستكون حاسمة... وربما تاريخية.