تواصل إدارة الترجي الرياضي التونسي تحضيراتها المكثفة استعدادًا للمشاركة التاريخية في كأس العالم للأندية 2025، والتي تحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الممتدة من 15 جوان إلى 13 جويلية. ويأتي ذلك بعد موسم استثنائي للنادي، تُوّج خلاله بثنائية الدوري والكأس، ليؤكد مكانته كأحد أقوى الأندية في القارة الإفريقية وأكثرها تتويجًا.
ومن المنتظر أن يُقلع وفد الترجي يوم 11 جوان الجاري من مطار تونس قرطاج الدولي في رحلة تمر عبر مطار دبي، قبل الوصول إلى الأراضي الأمريكية. وتسعى إدارة الفريق إلى ضمان أفضل ظروف التحضير، سواء من حيث التنظيم أو الجانب الفني والبدني، إذ تعمل بشكل مكثف لتجهيز المجموعة لموعد عالمي هام سيضع الترجي تحت أنظار عشاق كرة القدم من مختلف أنحاء العالم.
ضمن الإعداد البدني والتكتيكي، قرّر الإطار الفني للفريق بقيادة ماهر الكنزاري برمجة مباراة تطبيقية ضد فريق شبيبة سكرة، في إطار تحفيز اللاعبين على استرجاع النسق التنافسي وتطبيق الخطط الفنية في أجواء تشبه المباريات الرسمية. كما يتواصل البحث عن تنظيم مباراة ودية على الأراضي الأمريكية قبل المباراة الأولى في كأس العالم، من أجل التأقلم مع الأجواء المناخية والزمانية هناك، خصوصًا وأن عامل التوقيت والحرارة قد يكون مؤثرًا على أداء اللاعبين.
وتأتي مشاركة الترجي في كأس العالم للأندية ضمن المجموعة الرابعة التي تضم إلى جانبه كلًا من تشلسي الإنجليزي، بطل أوروبا، وفلامنغو البرازيلي، بطل أمريكا الجنوبية، وغلاغسي الأمريكي، ممثل البلد المنظم. وهي مجموعة حديدية دون شك، لكنها في الوقت نفسه تمنح ممثل تونس فرصة حقيقية لإثبات الذات في مواجهة كبار العالم.
ويعوّل جمهور الترجي كثيرًا على العناصر المتألقة في الفريق، على غرار المهاجميان ساس والحارس بشير بن سعيد، إلى جانب الثنائي الجزائري يوسف البلايلي ومحمد أمين توغاي، قبل أن يقرّر مدرب المنتخب الجزائري تسريحهما من التربص الأخير للمنتخب، حتى يكونا جاهزين بدنيًا لمسابقة كأس العالم للأندية مع فريقهما.
ولم يكن وصول الترجي إلى هذا الموعد العالمي محض صدفة، بل كان ثمرة عمل كبير ومتواصل طوال موسم طويل، تُوّج فيه الفريق بلقب البطولة الوطنية بعد منافسة محتدمة، ثم عزّز موسمه بلقب كأس تونس بعد فوزه في النهائي، محقّقًا بذلك "الدوبلي" الغالية التي أنعشت خزائن النادي بالألقاب ورسّخت تفوقه المحلي من جديد.
وبالإضافة إلى الألقاب، برز الترجي هذا الموسم بانضباطه التكتيكي واستقراره الفني، بفضل الخبرة التي راكمها الإطار الفني، والتماسك الكبير بين اللاعبين، وهو ما يعزز من آمال الفريق في تحقيق مشاركة مشرّفة في كأس العالم للأندية، خصوصًا وأن الترجي سبق له المشاركة في أكثر من نسخة، لكنه لم يحقق فيها نتائج توازي طموحات جماهيره العريضة.
المأمول اليوم أن تمثّل هذه المشاركة نقلة نوعية للترجي، ليس فقط على مستوى المنافسة، بل أيضًا في ترسيخ صورة الفريق عالميًا، وتعزيز مكانته كأحد أفضل سفراء كرة القدم الإفريقية والعربية على الصعيد الدولي.