في حادث مأساوي هزّ ولاية منوبة صباح اليوم الإثنين، أسفر انقلاب شاحنة كانت محمّلة بالخضر والغلال عن وفاة ثلاثة أشخاص من نفس العائلة على عين المكان، وذلك على مستوى الطريق الوطنية رقم 5، الرابطة بين برج العامري ومجاز الباب، وتحديدًا قبالة مدخل مدرسة الطيران المدني.
وبحسب ما أكده المدير الجهوي للحماية المدنية بمنوبة في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، فإن الحادث تمثل في انقلاب الشاحنة واصطدامها بسيارة خفيفة كانت قادمة في الاتجاه المعاكس، مما أدى إلى مصرع ركاب الشاحنة الثلاثة وهم زوجان وطفلهما، بينما نجا ركاب السيارة الخفيفة ولم تُسجّل في صفوفهم أي إصابات تُذكر.
ووفق ذات المصدر، فقد تدخلت فرق النجدة والإنقاذ التابعة للإدارة الجهوية للحماية المدنية بمنوبة على الفور، حيث قامت بمعاينة جثث الضحايا الثلاث وتسليمها إلى أعوان الحرس المروري، الذي بدوره باشر الإجراءات القانونية بالتنسيق مع النيابة العمومية، والتي أذنت بإحالة الجثث إلى مصالح الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول في العاصمة لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة.
الحادث أعاد إلى الواجهة الجدل حول السلامة المرورية على الطرقات الوطنية، خاصة في المناطق التي تشهد حركة مرور كثيفة ومزيجًا من العربات الثقيلة والخفيفة دون وجود فاصل أو مراقبة صارمة. كما يطرح تساؤلات جدية حول ظروف نقل المنتوجات الفلاحية، إذ غالبًا ما يتم استعمال شاحنات غير مؤهلة من الناحية التقنية لنقل مثل هذه الحمولة، مما يُضاعف من خطر وقوع حوادث قاتلة.
من جهتهم، عبّر عدد من المواطنين والمارة في موقع الحادث عن حزنهم العميق إزاء هذه الفاجعة، مطالبين بتحسين البنية التحتية في هذا المحور الطرقي وتكثيف الرقابة على الشاحنات التي تعبره، خاصة أن الحوادث في هذا الطريق ليست الأولى من نوعها.
وفي انتظار ما ستكشف عنه نتائج التحقيق الأمني الجاري، تبقى الأرواح الثلاث التي أزهقت اليوم – والتي كانت في طريقها لكسب لقمة العيش – شاهدة على هشاشة منظومة السلامة في بعض مناطق البلاد، ما يستدعي تحركًا جادًا من الجهات المعنية لتفادي تكرار مثل هذه المآسي.
رحم الله الضحايا وأسكنهم فسيح جناته، وألهم ذويهم جميل الصبر والسلوان.