في تصريح خصّ به إذاعة "موزاييك"، أكّد المهندس الأول بالمعهد الوطني للرصد الجوي، منذر مرابط، أن ما يتم تداوله على بعض صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي بخصوص قدوم موجة حرّ قوية في تونس لا أساس له من الصحة، مشدّدًا على أن البلاد لن تشهد موجة حرّ بالمعنى العلمي للمصطلح، بل مجرد ارتفاع مؤقت في درجات الحرارة بداية من يوم الاثنين.
وأوضح مرابط أن الارتفاع المرتقب في درجات الحرارة ليوم غد الإثنين يعود إلى تسرب تيارات هوائية حارة وجافة قادمة من الجنوب، وهي ظاهرة معتادة في مثل هذه الفترة من فصل الصيف، ولا ترقى إلى مستوى "موجة حرّ" كما يروّج البعض.
وأضاف أن هذا الارتفاع سيكون مؤقتًا، حيث يُتوقع أن تعود الحرارة إلى الانخفاض بداية من يوم الثلاثاء، لتستقر في معدلاتها العادية وفقًا للمعطيات المناخية الموسمية، داعيًا المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الأخبار الزائفة أو غير المستندة إلى مصادر رسمية.
لا موجة حر.. لكن الوقاية واجبة
ورغم نفيه لوجود موجة حر، فإن مرابط لم يُغفل جانب التوقي والوقاية، حيث دعا المواطنين إلى اتخاذ جملة من الاحتياطات الضرورية لتفادي التأثر بحرارة الطقس خاصة خلال فترة الذروة التي تمتد من الساعة الحادية عشرة صباحًا إلى الرابعة بعد الزوال، وهي الفترة التي تشهد فيها درجات الحرارة أعلى مستوياتها.
وفي هذا السياق، أوصى مرابط بـ:
-
تجنّب الخروج من المنازل دون حاجة ملحة خلال فترة الذروة.
-
الاحتماء من أشعة الشمس المباشرة وارتداء قبعات ونظارات شمسية عند التواجد خارج المنزل.
-
شرب كميات كافية من المياه بصفة دورية لتفادي الجفاف.
-
الاهتمام بالفئات الهشة كالأطفال والمسنين ومرضى السكري أو الضغط، لما لهم من حساسية مفرطة تجاه التغيرات الحرارية.
المعهد الوطني للرصد الجوي: المصدر الرسمي للمعلومة
من جهته، شدّد مرابط على ضرورة الرجوع إلى البلاغات الرسمية التي ينشرها المعهد الوطني للرصد الجوي، وعدم الاعتماد على الشائعات أو الأخبار المغلوطة التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالطقس والظواهر الجوية التي تمسّ حياة الناس وسلامتهم.
ويذكر أن تونس تمرّ خلال فصل الصيف بعدة فترات تشهد ارتفاعًا مؤقتًا في درجات الحرارة بسبب التغيرات الموسمية والتيارات الهوائية الحارة، لكن تصنيف "موجة حر" يُطلق فقط عندما تستمر هذه الظاهرة لعدة أيام وتكون مصحوبة بدرجات حرارة تتجاوز المعدلات العادية بفارق كبير.
وبذلك، يكون المعهد الوطني للرصد الجوي قد وضع حدًا لما راج من أخبار مثيرة للقلق، مؤكدا أن الوضع الجوي لا يستدعي الهلع، لكنه في نفس الوقت يستوجب الوعي والاحتياط، خاصة مع بداية فصل الصيف وما يرافقه من تغيرات مناخية مفاجئة أحيانًا.