في تراجع مؤلم يعكس فترة صعبة تمر بها، خسرت التونسية أنس جابر 12 مركزًا دفعة واحدة في التصنيف العالمي الجديد الصادر عن اتحاد لاعبات التنس المحترفات (WTA)، لتستقر في المرتبة 71 عالميًا، وهو أسوأ مركز تحتله منذ سنوات بعد أن كانت من بين النخبة في وقت ليس ببعيد.
ويأتي هذا التراجع على خلفية انسحابها المؤلم من الدور الأول لبطولة ويمبلدون 2025، ثالث بطولات الـ غراند سلام، خلال المواجهة التي جمعتها بالبلغارية فيكتوريا توموفا، حيث اضطرت إلى ترك المباراة بعد خسارة المجموعة الأولى (6-7) وتخلّفها في المجموعة الثانية (0-2) بسبب الإصابة، التي بدت مؤثرة على أدائها بشكل واضح.
هذا الانسحاب أعاد طرح العديد من التساؤلات حول الوضع البدني لأنس جابر، خصوصًا بعد موسم اتسم بعدم الاستقرار، وتكرر الإصابات، وتراجع النتائج، ما جعل بطلة العرب تتقهقر في الترتيب، وتفقد مكانتها بين العشر الأوائل التي اعتادت عليها في السنوات الماضية.
ورغم ذلك، يبقى الأمل معقودًا على قدرة أنس جابر على استعادة بريقها بعد تجاوز الأزمة الصحية، خاصة أن مشوارها الرياضي عرف صعودًا صاروخيًا ونجاحات تاريخية، أبرزها بلوغ نهائي ويمبلدون في نسختي 2022 و2023، وتحقيق ألقاب مهمة جعلتها مصدر فخر للرياضة العربية والإفريقية.
تغييرات مثيرة في ترتيب اللاعبات العشر الأوليات
على صعيد القمة، لم يشهد التصنيف الجديد تغييرات جذرية في المراكز الثلاثة الأولى، حيث واصلت البيلاروسية أرينا سابالينكا احتلال الصدارة، تليها الأمريكية كوكو غوف في المركز الثاني.
لكن التغيير الأبرز جاء من بطلة ويمبلدون الجديدة، البولونية إيغا شفيونتيك، التي ارتقت إلى المركز الثالث، مستفيدة من تراجع الأمريكية جيسيكا بيغولا إلى المركز الرابع. وتألق شفيونتيك في الملاعب العشبية هذه المرة جاء ليبدد الشكوك حول قدرتها على التألق خارج الملاعب الترابية.
ومن جهتها، واصلت الروسية الشابة ميرا أندريفا تسلق المراتب، حيث ارتقت مركزين لتصبح خامسة، متقدمة على الصينية كينوين شينغ التي ثبتت نفسها في المركز السادس.
أما المفاجأة فكانت صعود وصيفة ويمبلدون، الأمريكية أماندا أنيسيموفا، التي قفزت خمس مراتب دفعة واحدة لتصل إلى المركز السابع، في حين حافظت مواطنتها ماديسون كيز على مركزها الثامن دون تغيير.
وفي المقابل، شهدت نهاية الترتيب بين العشر الأوليات تراجعًا لكل من الإيطالية جاسمين باوليني التي خسرت أربع مراتب لتحتل المركز التاسع، والإسبانية باولا بادوسا التي تراجعت إلى المركز العاشر بعد فقدانها مرتبة واحدة.
أنس جابر... هل تعود من بعيد؟
في ظل المنافسة الشرسة في التنس النسائي، تبدو مهمة العودة إلى الواجهة صعبة لكنها ليست مستحيلة بالنسبة لأنس جابر. التونسية تمتلك المهارة والخبرة والدعم الجماهيري الكبير، وما تحتاجه الآن هو الاستقرار البدني والنفسي للعودة إلى مستواها المعهود.
الجماهير العربية والتونسية خاصة لا تزال تضع ثقتها في "وزيرة السعادة"، وترى فيها أيقونة يمكن أن تُعيد إشعاع التنس النسائي العربي على الساحة العالمية. الأيام المقبلة ستكون حاسمة في رسم ملامح المرحلة القادمة لأنس جابر... فهل تنجح في قلب الطاولة؟