دخل اسم خليل العياري، الموهبة الصاعدة في صفوف الملعب التونسي، دائرة اهتمامات أحد أعرق الأندية الأوروبية وهو باريس سان جيرمان. هذا الاهتمام لم يأت من فراغ، بل بعد فترة من الاختبارات والمعايشة التي قضاها اللاعب مع الفريق الباريسي خلال الأسابيع الماضية، حيث أظهر إمكانيات فنية وبدنية لافتة جعلت مسؤولي النادي الفرنسي يقتنعون بموهبته وقدرته على التطور ليصبح أحد الأسماء البارزة في المستقبل القريب.
ورغم الاقتناع بقدرات اللاعب، إلا أن العرض الأول الذي تقدم به باريس سان جيرمان لم يكن في مستوى تطلعات إدارة الملعب التونسي ولا يتناسب مع القيمة التي يراها مسؤولو النادي في لاعبهم الشاب. العرض المالي الذي قدمه الفريق الفرنسي قُدّر بـ 500 ألف دولار فقط، وهو مبلغ اعتبرته إدارة الملعب التونسي بعيداً عن القيمة الحقيقية للعياري.
الملعب التونسي، الذي يرى في لاعبه أحد أبرز المواهب في جيله، طالب بالحصول على مبلغ لا يقل عن مليون دولار مقابل التخلي عن خدماته، إضافة إلى تضمين العقد بنوداً خاصة بالمكافآت في صورة وصول اللاعب إلى مستويات عليا أو مشاركته مستقبلاً في بطولات كبرى أو انتقاله إلى أندية أوروبية أكبر. ويبدو أن هذا الشرط لا يتعلق فقط بالجوانب المالية، بل هو أيضاً تعبير عن ثقة إدارة النادي في قدرة العياري على التطور وبلوغ مراتب متقدمة في عالم كرة القدم.
ويُذكر أنّ العياري لم يتجاوز بعد مرحلة البدايات في مسيرته الكروية، لكنه يتمتع بخصال كروية مميزة، أبرزها القدرة على شغل أكثر من مركز، إضافة إلى المهارة في افتكاك الكرة وسرعة التفكير في بناء الهجمة. هذه المميزات جعلته محط متابعة من عدة أندية، لكن الاهتمام من باريس سان جيرمان يظل الأكبر حتى الآن بحكم حجم النادي وقيمته على الساحة العالمية.
من جهته، يصرّ الملعب التونسي على أنّ التفريط في اللاعب يجب أن يكون وفق شروط تضمن مصلحة الفريق واللاعب معاً. فالإدارة تعتبر أنّ المواهب التونسية غالباً ما تُباع بمبالغ زهيدة مقارنة بما تصل إليه قيمتها لاحقاً في أوروبا، وهو ما يسعى الفريق إلى تفاديه عبر وضع شروط واضحة منذ البداية.
وفي انتظار تطورات المفاوضات بين الطرفين، يبقى ملف خليل العياري مفتوحاً أمام احتمالات متعددة: إما قبول باريس سان جيرمان بمراجعة عرضه والاقتراب من مطالب الملعب التونسي، أو دخول أندية أخرى على الخط قد ترى في اللاعب استثماراً للمستقبل. ما هو مؤكّد حالياً أنّ موهبة العياري باتت تحت أنظار الساحة الأوروبية، وأن مستقبله قد يشهد تحوّلاً كبيراً في الفترة القادمة.