في أجواء حزينة خيّم عليها الأسى، خسر الوسط الفني التونسي واحداً من أكثر وجوهه حضوراً ومحبة، بوفاة الممثل القدير نور الدين
بن عياد يوم الأحد 23 نوفمبر 2025 عن سن ناهز 73 عاماً، بعد مسيرة فنية ثرية تركت أثراً عميقاً في الذاكرة الجماعية للتونسيين منذ التسعينيات، عبر أدوار جلبت الضحكة والمواقف الساخرة والإنسانية.
كان أول من أعلن الخبر صديقه المقرب، الممثل والمخرج لسعد عثمان، الذي نشر رسالة وداع عبر حسابه الشخصي، عبّر فيها عن الصدمة قائلاً:
“خويا نور الدين بن عياد البارح في الليل نحكي معاه واليوم الصباح هز ربي متاعو.. الله يرحمك يا عشير عمري.”
كلمات قصيرة لكنها مؤثرة، عكست حقيقة الفقدان لدى أصدقاء الراحل ومن عرفوه في ضوء الحياة اليومية بعيدًا عن خشبة المسرح وأضواء الكاميرا.
وحسب المعطيات التي جرى تداولها في التقارير الإعلامية صباح الأحد، فإن الوفاة كانت نتيجة مضاعفات صحية مرتبطة بتقدم العمر، وأن الفقيد كان يعاني منذ فترة من متاعب طبية قيل إنها قد تكون مرتبطة بمرض عضال. ورغم ذلك، بقيت التفاصيل الصحية الدقيقة غير مُعلنة رسمياً احترامًا لخصوصيته ورغبة عائلته في تجنب الخوض في الجوانب الطبية.
ويرجّح أن الوفاة حدثت بهدوء داخل منزله في مطماطة، مسقط رأسه، حيث اختار الإقامة هناك خلال السنوات الأخيرة بعيدًا عن صخب العاصمة. وقد أكد المنتج وليد محرز ذلك قائلاً:
“الله يرحمو.. تلك مشيئة الله. هو اتصل بيا لبارح على أساس باش يجي نهار الأربعاء لسوسة عنده موعد مراقبة مع الطبيب. كلمتني مرته قالت لقاتو صباح قد رحل.. الله يرحمو.”
نبأ الرحيل خلّف حالة واسعة من التأثر داخل الشارع التونسي، حيث غصّت منصات التواصل الاجتماعي برسائل نعي من فنانين وصحفيين وجمهور واسع ممن أحبوا شخصية نور الدين بن عياد، واعتبروه أحد صناع البهجة وركيزة من ركائز الكوميديا التلفزية التونسية في فترة التسعينيات وبداية الألفية.
ومع انتشار الخبر، أعاد التونسيون مشاركة مقاطع من أعماله المسرحية والكوميدية، مستذكرين لحظات الضحك التي رافقت طفولتهم وشبابهم، ومبرزين كيف كان حضوره خفيف الظل وعميق التأثير في آن واحد.
رحم الله الفنان نور الدين بن عياد، وأسكنه فراديس جنانه، وجزى ما قدمه من فن وإبداع رسم البسمة وترك بصمة لن تُنسى في الوجدان التونسي.
