تشير آخر المعطيات الواردة من محيط النجم الرياضي الساحلي إلى وجود اتصالات فعلية ومتقدمة مع المدرب الفرنسي دافيد بيتوني، الذي سبق أن تولّى تدريب النادي الإفريقي في الموسم الماضي وترك بصمة واضحة على أداء الفريق من حيث الانضباط التكتيكي وتنظيم الخطوط. هذه المفاوضات تأتي في سياق بحث إدارة النجم عن حلّ سريع وفعّال لإعادة التوازن للفريق بعد فترة من النتائج السلبية تحت قيادة المدرب الحالي محمد علي نفخة.
منذ بداية الموسم، واجه النجم الساحلي صعوبات كبيرة على مستوى الأداء الهجومي والدفاعي، بالإضافة إلى حالة من عدم الاستقرار الذهني لدى اللاعبين ظهرت في أكثر من مباراة. ورغم الثقة التي وضعتها الإدارة في محمد علي نفخة باعتباره ابن النادي، فإن النتائج لم تكن في مستوى تطلعات الجماهير أو الإدارة، خصوصًا أن النادي اعتاد اللعب من أجل المنافسة على الألقاب لا مجرد التواجد في المراكز المتوسطة.
في المقابل، يُعتبر دافيد بيتوني خيارًا مناسبًا للمرحلة الحالية لعدة أسباب. أولها أنه يعرف الدوري التونسي جيدًا، ويعرف عقلية اللاعب التونسي، وقد أثبت قدرته على إدارة غرف الملابس بذكاء وبناء علاقة احترام متبادل مع اللاعبين. كما يتميز بأسلوب لعب يعتمد على الانتشار السريع، الضغط العالي، وتحريك الكرة بشكل منظّم مع التركيز على الاستحواذ والجمل التكتيكية السريعة، وهي نقاط يفتقدها حاليًا النجم في أغلب مبارياته.
الجماهير بدورها بدأت تتفاعل مع الخبر بنوع من الحذر الممزوج بالأمل. فالكثيرون يرون أن النادي يحتاج إلى مدرب منضبط وقوي شخصية لإعادة الروح للفريق، فيما يعتبر آخرون أن المشكلة ليست فقط فنية بل أيضًا إدارية وهيكلية، وأن أي مدرب يحتاج إلى ضمانات حقيقية ليشتغل في ظروف مناسبة.
من جهة أخرى، يعلم النجم الساحلي أن التعاقد مع اسم مثل بيتوني سيُعتبر رسالة قوية للجمهور، مفادها أن النادي يريد استعادة موقعه الطبيعي في مقدمة الترتيب، والعودة إلى التنافس الجدي على الأدوار المتقدمة محليًا، وربما قاريًا في المرحلة المقبلة.
ويبقى السؤال الآن: هل نرى قريبًا دافيد بيتوني على دكة النجم الساحلي مكان محمد علي نفخة؟ المؤكد أن الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة، وقد تحمل إعلانًا رسميًا أو تحوّلًا كاملًا في مسار الفريق، إما باستمرار نفخة مع إصلاحات عاجلة، أو بتسليم القيادة للمدرب الفرنسي في محاولة لإحياء موسم لم يبدأ بالشكل المأمول.
