شهدت ولاية المهدية صباح اليوم السبت حادث مرور مروّع بمنطقة الحوس الهالة التابعة لمعتمدية بومرداس، خلّف حالة من الحزن الكبير في صفوف الأهالي والمؤسسات التربوية بعد تسجيل وفاة تلميذين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة. وتفيد المعلومات الأولية أن الحادث وقع عندما فقد سائق سيارة خفيفة السيطرة على مركبته، لتصطدم مباشرة بأربعة تلاميذ كانوا بصدد التوجه إلى مؤسستهم التعليمية صباحًا.
ووفق المعطيات المتداولة، فإن التلاميذ الأربعة ينتمون إلى نفس المؤسسة التربوية، وقد كانوا في طريقهم لموعد الدروس عندما باغتتهم السيارة. وعلى إثر الحادث، تمّ توجيه وحدات الحماية المدنية بسرعة إلى عين المكان، حيث تبيّن وفاة تلميذ يبلغ من العمر 12 سنة على الفور نتيجة الإصابات البليغة التي تعرّض لها.
كما تمّ نقل ثلاثة تلاميذ آخرين إلى المستشفى الجامعي الطاهر صفر بالمهدية، حيث كانت حالتهم الصحية متفاوتة الخطورة، غير أنّ أحدهم – وهي تلميذة تدرس بالسنة الثانية ثانوي – فارقت الحياة لاحقاً متأثرة بجروحها رغم محاولات الإنعاش التي قامت بها الأطقم الطبية. وأكد الإطار الصحي بالمستشفى أن حالتي التلميذين الآخرين لا تزالان حرجة وتتطلبان متابعة دقيقة داخل قسم الإنعاش.
وقد خلّف الحادث صدمة كبيرة لدى سكان المنطقة، خاصة أن الضحايا جميعهم من التلاميذ الذين كانوا متجهين إلى مدرستهم في وقت الذروة الصباحية. كما عبّر عدد من الأولياء عن استيائهم من تكرار الحوادث في هذا الطريق، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل لتحسين السلامة المرورية وتركيز مخفّفات سرعة إضافية بالقرب من المؤسسات التربوية.
من جانبها، أكدت مصادر أمنية أن الأبحاث جارية للكشف عن ملابسات الحادث بدقة، بما في ذلك تحديد مدى احترام السائق لقواعد المرور، ومعرفة ما إذا كان الحادث ناجماً عن السرعة المفرطة أو فقدان السيطرة لأسباب تقنية. وأضافت المصادر أن السائق سيتم سماع أقواله فور تحسن وضعه الصحي.
ويُشار إلى أنّ الحماية المدنية كثّفت خلال السنوات الأخيرة من حملات التوعية الموجّهة للتلاميذ والعائلات بخصوص المخاطر المرورية، لكن الحوادث المميتة لا تزال تسجّل بنسب مقلقة في عدد من الطرقات الداخلية.
ويظل هذا الحادث الأليم تذكيراً بخطورة الطرقات وضرورة تعزيز إجراءات السلامة لحماية الأبناء، في وقت تعيش فيه المهدية على وقع حزن عميق بعد فقدان تلميذين في عمر الزهور فيما لا يزال زملاؤهما يصارعون من أجل الحياة.
