في ظل التحذيرات الرسمية الأخيرة الصادرة عن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري في تونس، تتزايد المخاوف بشأن المخاطر الصحية الناجمة عن تناول الجراد الصحراوي الذي اجتاح بعض المناطق الجنوبية والغربية من البلاد. ورغم أن بعض المجتمعات في العالم اعتادت استهلاك الجراد كمصدر للبروتين، فإن الظروف الحالية تجعله خطرًا على صحة الإنسان، نظرًا لاحتمال حمله للسموم والمبيدات الكيميائية.
1. التسمم بالمبيدات الحشرية
تُعد المبيدات الحشرية من أخطر العوامل التي تجعل الجراد الصحراوي غير صالح للاستهلاك. فعند مكافحة الجراد، يتم رشّه بمبيدات كيميائية قوية تهدف إلى القضاء عليه قبل أن يصل إلى الأراضي الزراعية ويتسبب في تدمير المحاصيل. وهذه المبيدات تحتوي على مواد سامة يمكن أن تبقى في جسم الجراد لفترات طويلة، وعند استهلاكه من قبل الإنسان، قد تسبب:
- اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والتقيؤ والإسهال.
- مشاكل في الجهاز العصبي مثل الصداع، الدوار، والتشنجات العصبية.
- تأثيرات خطيرة على الكبد والكلى بسبب تراكم المواد السامة في الجسم.
2. التسمم البكتيري والفطري
الجراد الصحراوي المهاجر قد يكون حاملًا لأنواع مختلفة من البكتيريا والفطريات التي تنتقل إليه من البيئات التي عبرها أو من الحشرات والطفيليات الأخرى. وعند استهلاكه، يمكن أن يصاب الإنسان بعدوى معوية حادة، تؤدي إلى:
- آلام شديدة في البطن.
- إسهال حاد قد يكون مصحوبًا بالدم.
- ارتفاع في درجة الحرارة والتهاب عام في الجسم.
3. تراكم السموم الطبيعية
إلى جانب المبيدات، قد يحتوي الجراد الصحراوي على سموم طبيعية تنتجها بعض النباتات التي يتغذى عليها خلال تنقله. فبعض الأنواع من الجراد تتغذى على نباتات سامة قد تحتوي على مركبات كيميائية مثل القلويدات (Alkaloids)، والتي تؤثر على الجهاز العصبي وتسبب مشاكل مثل:
- تسارع نبضات القلب.
- ضعف التركيز واضطرابات في الإدراك.
- تأثيرات خطيرة على النساء الحوامل، قد تصل إلى حد التشوهات الخلقية للأجنة.
4. الحساسية وردود الفعل التحسسية
حتى لو لم يكن الجراد ملوثًا بمبيدات أو سموم طبيعية، فإن استهلاكه يمكن أن يسبب ردود فعل تحسسية خطيرة لدى بعض الأشخاص، خاصة الذين يعانون من حساسية تجاه الكيتين (Chitin)، وهو المركب الموجود في الهيكل الخارجي للحشرات. وتشمل أعراض الحساسية:
- طفح جلدي واحمرار في الجلد.
- ضيق في التنفس وتورم في الحلق.
- نوبات ربو خطيرة قد تهدد الحياة.
5. خطر الإصابة بالأمراض الفيروسية والطفيليات
يمكن للجراد الصحراوي أن يكون ناقلًا للفيروسات والطفيليات التي تصيب الحشرات، وبعضها قد ينتقل إلى الإنسان عند استهلاك الجراد دون طهيه بشكل جيد. ومن بين المخاطر المحتملة:
- الإصابة بفيروسات معوية تسبب اضطرابات هضمية حادة.
- انتقال بعض الطفيليات المعوية التي قد تسبب التهابات خطيرة في الجهاز الهضمي.
الخاتمة: ضرورة الامتناع عن تناول الجراد الصحراوي
نظرًا لكل هذه المخاطر، فإن تناول الجراد الصحراوي الذي اجتاح تونس يُعد خطرًا على الصحة، وليس كما يعتقد البعض مجرد "وجبة غنية بالبروتين". وقد أكدت وزارة الفلاحة ضرورة الامتناع عن استهلاكه، نظرًا لاحتمال احتوائه على مبيدات سامة وجراثيم خطيرة. وفي ظل غياب أي تأكيد علمي على إمكانية إزالة هذه السموم من الجراد حتى بعد الطهي، فإن أفضل حل هو الامتناع التام عن تناوله لحماية الصحة العامة